الأحد، 5 مايو 2013

انا و آلة التصوير


تعبتُ من عالمي
تعبتُ من كل ما يدور حولي
لا شيء جديد…
سئمتُ من إلتقاط الصور
و كتابة الشعر
تعبتُ من اللعبِ وحدي
خلف الستائر الملونة
و خلف الكواليس المظلمة
تعبتُ من لعبتي السوداء
…. من آلتي .. التي باتت قديمة
و مستهلكة رغم حداثتها
و قد صرتُ أكرهها !!
تلك الآلة التي يدخلها
الناسُ في عتمة
و يخرجون منها كالسهام
وجوهٌ من حجر
يلبسون أقنعةٌ قرينة
فأزرعُ على شفاههم
أبتسامات يائسة..
.. مزيفة .. مصطنعة
للحظاتٍ قصيرةٍ جداً
صمتٌ مترسب
لغة ٌ خرساء
أحدقٌ في فراغ
( أبتسم ….أبتسامةٌ عريضة )
و ضوءٌ كالبرق يخترقُ
الفراغ و يضربُ القناع
ينتهي كل شيء
ينزعون أقنعة الفرح
و يلبسون أقنعة اخرى
أقنعةٌ متوحشة
وجوه عابثة
وجوهٌ غامضة
على أعصاب عيوني المتعبة
مشاهدة باهتة التلوين
و تجاعيد في وجوهٍ
تحتاجُ الى رتوش
صورٌ تهوي فأهوي معها
و تتغير الملامح
حتى أنني ضيعتُ ملامح
وجهي في زحمة تلك
الوجوه العابرة ….
فأبحثُ عن وجهٍ يشبهني
وجهٌ يشبه وجهي العتيق
المتعب .. المنهك جدا
فأصادف وجوهٍ غريبة
وجوهٌ فرضت وجودها
في حياتي
وجوهٌ جميلة ٌ من الخارج
و قبيحة ٌ جدا من الداخل
وجوهٌ يحملونني معهم الى عالمهم
وجوهٌ يرمونني بعيدا عنهم
وجوهٌ اسكن بين تجاعيدهم
يضحكون فاضحكُ معهم
يبكون فابكي معهم
و في نهاية المطاف
يغادرون
و يرحلون بعيدا
بينما انا ابقى وحيدا
مع آلتي الحزينة
و أبحثُ عن ملامح وجهي القديم
في عظم السواد
فاراهُ مصلوباً على جدار
آلة التصوير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق